يبدأ تأثير مرض السكري على جسم الإنسان في الظهور من خلال أعراضه الشهيرة كالعطش الشديد ، كثرة التبول وفقدان الوزن عند ازدياد سكر الدم زيادة شديدة ، تبدأ الكليتان في بذل جهد خارق للتخلص من فائض السكر عن طريق البول ، مما يؤدي إلى إصابة الجسم بالجفاف -مـن كثرة التبول- وبالتالي الشعور بالعطش الشديد . وتتأثر الكليتان سلبيا بهذا الجهد فائق الحد فازدياد سكر الدم هو أمر غير طبيعي يحاول الجسد بشتى الطرق أن يصلحه .
وكرد فعـل آخر تبدأ خلايا الجسد -المحرومة من السكر – تبدأ في استهلاك الدهـن والبروتين كمصـادر للطاقة .
ويؤدي تهدم الدهون إلى تكـون نواتج كيميائية ثانوية تعرف بالكيتونات ( Ketones ) والتي تؤدي بدورها إلى حدوث خلل في التوازن الحمضي / القاعدي للدم ( وهو شديد الأهمية والحساسية ) ، حيث تزداد حموضة الدم ويحـدث مـا يعرف طبيا بالتحمض الكيتوني لمرضى السكري Diabetic Ketoacidosis وهو ماقد ينتهي بحدوث غيبوبة قد تتبعها الوفاة إذا لم يتم التعامل معها جديا .
قلما يحدث ذلك في أيامنا تلك –وفاة نتيجة تحمض كيتوني – ولكن ، قبل العشرينيات ( من القرن العشرين ) ، حين بدأ تداول الأنسولين طبياً ، كان الموت هو مصير كل المصابين بالنوع الأول من مرض السكري . وحالياً ، يتسبب التحمض الكيتوني في وفاة من 2 إلى 9 % فقط من الحالات .
وكمـا تبدو هذه الأعراض واضحة ، فلك أن تعلم أن الكثيرين من المصابين بمرض السكري نوع الثاني لا يعانون أيا من هذه الأعراض ، أو طفيفة بالقدر الذي قد لا يشعر معه المريض بمعاناة ، على الأقل في المراحل الأولى من مرضه ، رغم أن مستوى سكر الدم شديد الارتفاع .
يتحكم الأنسولين ، وهو هرمون تفرزه الغدة البنكرياسية ، في مستوى سكر الدم . والمرضى بالنوع الاول من مرض السكري يعانون من عدم وجـود هرمون الأنسولين أو –في أحسن الأحوال- يتواجد القليل منه . أما المرضى بالنوع الثاني فإن جسمهم يفرز الأنسولين بصـورة (طبيعية ) لكن لأسباب عديدة لا يستطيع الجسم التعامل هذا الأنسولين والاستفادة منه .
وبالنسبة للنوع الاول من مرض السكري حيث لا يوجد الأنسولين بكمية كافية يكون مستوى سكر الدم شديد التذبذب ارتفاعـاً وهبوطاً كما أن أول أعراض مرض السكري لديهم ( قبل بدء العـلاج بحقن الأنسولين ) عـادة مـا تكـون حـادة وخطيرة ، كالتحمض الكيتوني مثلا .
شكرا جزيلا على المعلومات