يعمـل البنكرياس بدقة وتناغم على ثبات مستوى السكر في الدم وذلك من خلال إفرازه لكميات من الأنسولين تتناسب مع مستوى سكر الدم خلال أوقات اليوم المختلفة . تفرز الخلايا بيتا مخـزونـهـا مـن الأنسولين أولا ، ثـم تقـوم بإنتاج المزيد حسب الحاجة بعد وجبه غذائية غنية بالكربوهيدرات على سبيل المثال .
وبمجـرد أداء الأنسولين لمهمته في ضبط سكر الدم يستجيب البنكرياس بـأن يـقـوم بإنقاص إفرازه تدريجيا ، وبذلك نتجنب حدوث انخفاض زائـد عـن الحـد في سكر الدم والذي قد يؤدي لفقدان الوعي حيث يحتاج المخ للجلوكوز لكي يتمكن من أداء وظائفه . مما سبق يتضح أن البنكرياس لا يعمل فقط على خفض سكر الدم بل ويعمل أيضاً على ألا يصل هذا الانخفاض للدرجة التي قد تؤثر بالسلب على صحة الإنسان . بل وعلى حياته في بعض الأحيان.
قد تعجـب إذا علمت أن للكبد أيضـاً دوراً في ضبط سكر الدم ، حيث تقوم خلايا الكبد بالتقاط وتخزين الجلوكـوز الـذي لا يحتاجه الجسم وبذلك تعمل على إزالة فائض السكر من مجرى الدم . تقـوم بتخزين هذا الجلوكوز على هيئة جليوكوجين ( نشا حيواني ) وهي مادة قادرة على التحول ، وبسهولة ، إلى جلوكوز إذا ما احتاج الجسم للطاقة بكمية كبيرة –أثناء التدريبات على سبيل المثال- أو إذا ما قل تناولنا للطعام مؤقتا – مثلما يحدث أثناء النوم .
وبناء على أوامر من البنكرياس ، يقوم الكبد بعملية التحويل تلـك ، تحويـل الجليكوجين إلى جلوكـوز . وبذلك يستحق البنكرياس كونه العقل المدبر لعملية ضبط سكر الدم . هل سمعت عن الجلوكاجون ، حسناً ، إنه هرمون آخر يفرزه البنكرياس وهو الذي يحث الكبد على هذه العملية سابقة الذكر ، عملية تحويل الجليكوجين إلى جلوكـوز ( يحدث ذلك عندما يتعرض الجسم لضغوط وتوترات معينة ، وإذا ما انخفض سكر الدم بشدة فإن هرمون الأدرينالين ( وهـو مـن هرمونات التوتر ) يقـوم هو أيضاً بعملية تحليل الجليكوجين وتحويله إلى جلوكوز ) . مما سبق يتضح أن البنكرياس يعمل على ضمان وصول كميات كافية من السكر إلى خلايا الجسم ، وكما أن بإمكانه خفض مستوى سكر الدم فإن بإمكانه أيضاً رفع هذا المستوى . ولا يملك المرضى المصابون منذ سنوات بالنوع 1 من مرض السكر مخزوناً كافياً من الجليكوجين في أكبادهم ، مما يعوق عملية تصحيح انخفاض سكر الدم والتي يجب أن تتم على وجه السرعة .
يحمي البنكرياس السليم الجسم من المضاعفات الخطيرة التي تنتج عن التذبذب الشديد في سكر الدم حيث يفرز كميات معايرة دقيقة من الأنسولين عند ارتفاع سكر الدم وعند انخفاض هذا السكر ينخفض إفرازه للأنسولين ويبدأ في إفراز الجلوكاجون ( الهرمون المحفز للكبد ) . ويقوم الأنسولين بالتأثير على كافة خلايا الجسم لحثها على امتصاص سكر الدم بينما يقتصر الجلوكاجون في تأثيره على الكبد حيث يعمل على تحفيز الكبد لكي يفرز مخزونه من الجلوكوز إلى مجرى الدم .
إنـه نظـام واضح ودقيق ، وإن كنت من سعداء الحظ غير المصابين بالسكري فليس عليك أن تفكر فيه مرة أخرى ، على عكـس مرضى السكر حيث همهم الشاغل هو ضبط سكر دمهم ، ويوميا . وتتوقف حالتهم الصحية ونوعية حياتهم بل وفي بعـض الأحيان حياتهم في مجملها على قدرتهم على أداء هذا الضبط في أكمل صوره.
الله يجازيك بالخير
معلومات قيمة شكرا على المجهودات المبدولة
جزاك الله خيراً اخي الكريم
شكرا جزيلا على المعلومات
جزاك الله خيرا اخي
جزاك الله خيرا اخي 🙏🏻
جزاك الله خيرا اخي على هذه المعلومات
معلومات مهمة وضرورية للسكري… كي يفهم كيف يتفاعل الجسم مع الكربوهدرات… و بالتالي يظبط سكره…
جزاكم الله خيرا
(وفي أنفسكم أفلا تعقلون ) صدق الله العظيم. جزاك الله خيرا