لكي تعرف الفرق بين النوع 1 والنوع 2 ، وسوف نركز في هذا المقال على المعلومات الأساسية ، المفاهيم ، والمصطلحات اللازمة لفهم مرض السكري .
ولنبدأ بأوجه التشابه الرئيسية بين النوع 1 والنوع 2 :
- كلا النوعين يصيبا الإنسان في أي عمر .
- كلا النوعين قد يحتاج مرضاهما إلى الأنسولين
- كلا النوعين يؤديان لارتفاع سكر الدم ومـا يعقـبه مـن مضاعفات على المدى الطويل بسبب سوء التحكم
- كلا النوعين على نفس الدرجة من الخطورة ( فالنوع 2 ليس أقل خطورة من النوع 1 ) .
لا عجـب أنـك تتذكر كلمتي ” سكري صغار السن ” ، و ” سكري البالغين ” ، وهما مصطلحان قديمان ولا يتوافقان بدقة مع النوع 1 والنوع 2 ، على الترتيب . ومع ذلك ، فالحقيقة أن غالبية الأطفال المصابون بالسكري مصابون بالنوع 1 ، كما أن غالبية مرضى السكري فوق الأربعين عاماً مصابون بالنوع 2 .
ولكـن حـوالـي النصـف فقـط مـن حـالات النوع 1 تظهر في الأطفال والمراهقين والنصف الآخر يصيب البالغين تحت الثلاثين من العمر . وفي بعض الجماعات العرقية التي ترتفع بها نسبة الإصابة بداء السكري ، فإن الأطفال في عمر 10 سنوات قد يصابون بمـا يـدعـى سـكر البالغين . لقد تم استبدال هذين المصطلحين القديمين بمصطلحي ” نوع 1 ” Type1 ، و ” نوع 2 ” Type2 وذلك لأن الأطفال والبالغين عرضة للإصابة بكلا النوعين .
وسواء كان النوع 1 أو النوع 2 ، فإننا نعرف أن مرض السكري ينتج عن عدم قدرة الجسد على التحكم بمستويات سكر الدم . كما نعرف أن وجود الأنسولين ضرورة لكي تتمكن خلايا الجسد من الانتفاع بسكر الدم . ودعنا الآن نتعرف على كيفية حدوث المشاكل المتعلقة بالأنسولين وسكر الدم في كلا النوعين من مرض السكري
النوع 1 من مرض السكري : لا يوجد أنسولين …
إذا كنت مريضـاً بالـنوع 1 مـن مـرض السكري ، فإن غـدتـك البنكرياسية ( تلك الغدة الكبيرة التي تفرز الأنسولين وتقع وراء المعدة ) تكون غير قادرة على أداء وظائفها ، لأنها تتعرض لهجوم مـن جـهـازك المناعي . يبدأ مرض السكري نوع 1 كمرض مناعي مستهدفاً البنكرياس ، ولسبب غير معروف يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة وتدمير خلايا بيتا البنكرياسية ؛ تلك الخلايا عالية التخصص والمسئولة عن إنتاج الأنسولين . وترى بعض الأبحاث أن عوامل وراثية ، فيروسات ، وبعض العوامل البيئية قد تكون مسئولة عن حدوث ذلك النشاط المدمر للجهاز المناعي .
بتدمير خلايا بيتا البنكرياسية يقل إنتاج الأنسولين وقد يتوقف تماماً . يحدث ذلك عادة في وقت قصير ، خاصة في الأطفال ، إلا أنه من الممكن أن يلزم الأمر شهوراً بل وربما عشر سنوات أو أكثر حتى يظهر مرض السكري في صورته الكاملة .
لدى مريض نوع 1 من مرض السكري بنكرياس مریض تالف وبالتالي كمية ضئيلة من الأنسولين وربما لا يوجد أنسولين على الإطلاق . هذا هو السبب في ضرورة اعتماد أولئك المرضى على مصـدر خـارجي للأنسولين لضبط مستوى سكر الدم . وحيث إن البنكرياس لدى مرضى السكري نـوع 1 قد توقف عن العمل فلا سبيل لديهم إلا أن يقوموا بأنفسهم -طوال حياتهم- بما يقوم به البنكرياس . حيث إن عليهم إمداد أنفسهم بالكميات المناسبة من الأنسولين واللازمة لضبط مستوى سكر الدم . إنها عملية ضبط قد تحتاج لكي تتم إلى اربع جرعات من الأنسولين يومياً ، وربما أكثر ، كمـا تحتاج إلى تخطيط حكيم ومتابعة لنظام غذائي وقراءات لسكر الدم .
النوع 2 ، لديك أنسولين ولكن…
بينما يسبب نقص أو انعدام الأنسولين مرض السكري من النوع 1 ، فإن أسباب حدوث النوع 2 أكثر تعقيداً وأقل فهما . فلا يحدث النوع 2 نتيجة لتدمير جهاز المناعة لخلايا الغدة البنكرياسية وما يتبعه من قلة أو توقف إنتاج الأنسولين . بل إن بعض المصابين به قد يملكون الكثير من الأنسولين . ومع ذلك فإنهم مرضى بالسكري مثلهم مثل غيرهم المصابين بالنوع 1 وذلك نتيجة لواحد أو أكثر من الأسباب الآتية :
- عـدم قدرة أجسامهم على الاستفادة الكاملة من الأنسولين ( أي أنهم مقاومون للأنسولين Insulin resistant)
- ضعف خلايا بيتا البنكرياسية فلا تنتج ما يكفي من الأنسولين لضبط سكر الدم .
- قلة عدد خلايا بيتا البنكرياسية مما يؤدي لإنتاج كميات أقـل من الأنسولين ( عادة يحدث هذا عند المصابين منذ أمد بعيد بمرض السكري نوع 2 ) .
- وجود خلل في النظام الهرموني المسئول عن ضبط سكر الدم ( كأن يقوم الكبد بإفراز الجلوكوز رغم ارتفاع مستوى سكر الدم ) .
- ازدیاد حاجتهم للأنسولين كنتيجة لزيادة الوزن حيث لا يستطيع البنكرياس التعامل مع هذه الزيادة .
لذا ، ففهـم مـرض السكري نوع 2 يجعلنا نلتفت إلى الطريقة التي يتعامل بها الجسد ( أو لا يتعامل ) مع الأنسولين المتاح بدلاً مـن التركيز على حاجة الجسم للأنسولين ( نتيجة لتلف البنكرياس ) كمـا يـحـدث في الـنوع 1. ففـي الـنوع 2 ينتج البنكرياس الأنسولين ، حتى ولو بكميات قليلة ، ولكن الجلوكوز يصل لمستويات عالية في مجرى الدم بدلا من دخوله خلايا العضلات وغيرها من الخلايا حيث يجب أن يكون . ومع مقاومة الجسم للأنسولين فإن عدم التناغم أو التفاعلات الخاطئة في عمل كل من البنكرياس والكبد وغيرهما من الغدد الصماء الكبيرة قد يشكل جزءاً من المشكلة .
مقاومة الجسد للأنسولين : كيف ولماذا ؟
كيف يقاوم الجسد هرمون الأنسولين ؟ هناك عدة عوامل ، بعضها غير مفهوم وليس شرطاً أن تتواجد كلها في كل مرضى السكري من النوع 2 .
أحـد العوامـل قـد يكـون عـدم التوافق بين الأنسولين وبين مستقبلاته الموجودة على سطح الخلايا . وذلك يعني عدم قدرة الخلايا – وأيا كانت حاجتها للأنسولين- على الاستفادة من سكر الدم . كما أن عدد مستقبلات الأنسولين قد يكون غير كافي وبالتالي يظـل بعـض الأنسولين بلا استخدام ويرتفع مستوى الجلوكوز بالدم . وبمرور الوقت قد تؤدي هذه المقاومة المستمرة من الخلايا إلى ضعف الغدة البنكرياسية ، حيث يحاول البنكرياس ولسنين التغلب على تلك المشكلة من خلال إنتاج المزيد من الأنسولين مما قد يؤدي إلى إصابته ، في النهاية ، بالضعف وإنتاج كميات أقل بكثير .
عند بعض الناس قد يفرز البنكرياس الأنسولين ببطء شديد أثناء الهضم ، وإذا لم يتم إفراز الأنسولين بالسرعة الكافية للتغلب على ارتفاع مستوى سكر الدم بعـد تناول الطعام – وإعادته إلى طبيعته في خلال ثلاث ساعات فقد يظل سكر الدم مرتفعاً لفترة طويلة . أو أن الخلل قد يكون في النظام الهرموني الذي يصدر الأوامر للبنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين .
يلعـب الكبد دوراً هاماً في ضبط سكر الدم وتحت إشراف البنكرياس . وقد تحدث مشكلة ما في هذا النظام تؤدي للإصابة بالنوع 2 من مرض السكري أو تؤدي إلى تدهور حالة المريض . يخزن الكبد بصورة طبيعية كميات من الجلوكوز لاستخدامها عند الحاجة ، حيث يتلقى الأوامـر مـن البنكرياس لكي يقوم بتخزين فائض جلوكوز الدم خاصة بعد تناول الطعام مما يؤدي إلى الحفاظ على مستوى سكر الدم . وفي النوع 2 مـن مـرض السكري ، قد يصـدر البنكرياس أوامر خاطئة إلى الكبد لحثه على إفراز محتواه من الجلوكوز حتى عندما يكون مستوى جلوكوز الدم مرتفعاً . إذاً ، ففي غياب نظام سليم للتحكم في مستوى سكر الدم ، قد يرتفع هذا المستوى بشدة وبصورة غير طبيعية .
دور البدانة في مرض السكري نوع 2
فرق أخير بين نوع 1 ونوع 2 من مرض السكري هو أن حجم الجسم ولياقته قد يلعبان دوراً في الإصابة بمرض السكري نوع 2 . وتصرح الجمعية الأمريكية لمرض السكري بأن أهم ، سبب بيئي للإصابة بالنوع 2 من مرض السكري هو البدانة ، وتعريفها الطبي : هو أن تـزن أكثر من 2٠ ٪ فـوق الوزن المثالي أو ( وهو التعريف الأحـدث ) أن يكون مؤشر كتلة جسمك 25 أو أكثر وفي الواقع ، فأكثرنا ليس في حاجـة لمؤشرات أو معادلات لكى يعرف أنه يحمـل كـثيراً من الدهون ، فتكفي نظرة لمرآة كي نعرف ذلك . ولتعلم أن ما يقرب من 80 % من المصابين بالنوع ٢ من مرض السكري بدناء . وبازدياد معدل السمنة بين الأطفال الأمريكيين ، فإن معدل إصابتهم بالنوع 2 من مرض السكري قد يزداد .
يبدو ازدياد وزن الجسم يؤدي إلى تحفيز مقاومة الأنسولين سابقة الذكر . ومرة أخرى ، فالسبب غير واضح بيد أن ازدياد حجـم الجسم خاصة كمية الدهون فيه يؤدي إلى الحاجة للمزيد من الأنسولين . من ناحية أخرى ، يؤدي ازدياد الكتلة العضلية على حساب كمية الدهون إلى المزيد من التحسن في استجابة الجسم للأنسولين .
عليك مراعاة أن السمنة وحدها لا تسبب مرض السكري . فهناك الكثير من المصابين بالسمنة حول العالم ، من 20 إلى 25 ٪ منهم فقط هم المصابون بمرض السكري . أما ذوو الاستعداد لمقاومة الأنسولين أو ضعف إنتاجه فقد تمثل لديهم السمنة القشة التي قصمت ظهر البعير .
الفارق الجوهري بين نوعي مرض السكري
يحدث مرض السكري نوع 1 عندما يتوقف البنكرياس كلية عن إنتاج الأنسولين ، وعلى النقيض تتسبب عدة مشاكل في حدوث النوع 2 من مرض السكري ، مشاكل قد لا تكون واضحة وقد تتفاعل فيما بينها ، مثل نقص إنتاج الأنسولين -نتيجة ضعف البنكرياس أو قلـة عـدد خلايا بيتا البنكرياسية أو البطء في إفرازه ، إصـدار البنكرياس أوامـر خاطئة إلى الكبد ، مقاومة الأنسولين أو ازدياد حاجة الجسم له نتيجـة لزيادة الوزن .
مقال مفصل وواضح
كفيت ووفيت أخي
جزاكم الله خيرا
مقال رائع شكرا لك اخي
معلومات قيمة شكرا لكم
شكرا مقال رائع
جزاك الله خيرا
شكرا
معلومات مفيدة وواضحة لك كل الشكر