يصيب سكر الحمل من 1 إلى 5 % من النساء الحوامل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل ، من الأسبوع 24 إلى الأسبوع 28 على وجه الخصوص ، وفي أغلب الأحيان يكون سكري الحمل مؤقتاً إذ يزول تلقائياً بعد الولادة . إلا أن إصابة المرأة بسكري الحمل يزيد احتمال إصابتها لاحقاً بالنوع الثاني من مرض السكري ( ولكن ليس من النوع الاول ) . فحوالي 35-50 % من المصابات بسكري الحمل سيصبن لاحقاً وفي فترة من خمس إلى عشرين سنة بالنوع الثاني من مرض السكري ، خاصة إذا كن يعانين من السمنة .

يحدث سكري الحمـل نتيجة لما تفرزه المشيمة بشكل طبيعي من كميات كبيرة من الهرمونات ، تلك الهرمونات التي تساعد على نمو الجنين وتطوره . ففي كل النساء الحوامل ، تعمل هذه الهرمونات – إلى درجة ما- على إعاقة عمـل الأنسولين ولذا يمكننا القول إن كل النساء الحوامل لديهن درجة ما من المقاومة للأنسولين . وبذلك يحـدث سكري الحمـل نتيجة عـدم قـدرة البنكرياس على التعامل مع تلك المقاومة التي تحتاج إلى إنتاج المزيد من الأنسولين ليجعل مستويات سكر الدم طبيعية . وزيادة وزن المرأة الحامل يؤدي أيضاً على زيادة حاجتها من الأنسولين .

عادة ما تكون أعراض سكري الحمل غير واضحة ، ولذا فعلى الطبيب أن يقوم باختبار سكر الدم لجميع الحوامل فوق 25 عاماً بدءاً من الأسبوع الرابع والعشرين إلى الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل . والنساء اللاتي أصبن بسكري الحمل من قبل أكثر عرضة لأن يصبن بـه ثانية وقد يفحصن قبل الأسبوع الرابع والعشرين . كما أن العوامل التالية تزيد من فرصة تعرض الحامل لارتفاع سكر الدم : زيادة الوزن ، الحمل فوق الثلاثين من العمر ، الأمريكيين اللاتينيين وذوي الأصـول الإفريقية والأمريكيين الأصليين ، الحوامل اللاتي أصيب بعض أقاربهن ( لهن تاريخ عائلي ) بسكري الحمل ، الحوامل واللائي سبقت لهن ولادة طفل يزيد وزنه عن 4 أرطال .

تحدث غالبية العيوب الخلقية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل . وحيث إن سكر الحمل يحدث في وقت لاحق فهو عادة لا يتسبب في عيوب خلقية ، كذلك لا يؤدي سكر الحمل إلى زيادة احتمال إصابة الطفل بمرض السكري . ولكنه قد يزيد قابلية الإصابة بالإجهاض ، كما قد يتسبب في زيادة حجم الجنين لأسباب أخرى . وقد تؤدي زيادة حجم الجنين إلى تعثر الولادة ومشاكل أخرى ، ولذا ، فيجب علينا تشخيص وعلاج سكري الحمل .

في 80 % من الحالات يمكـن عـلاج سكري الحمل عن طريق الحد من تناول الكربوهيدرات . وفي حالات أخرى نلجأ لاستخدام الأنسولين للحفاظ على مستوى سكر الدم في إطاره الطبيعي . ومرة أخرى ، علينا أن نعلم أن مرض سكري الحمل لا يعد من مضاعفات الحمل ومع ذلك فلابد من علاجه .

لنا عودة في مقالات اخرى أكثر تفصيلا