أساسيات السكري السكري النوع الاول

عوامل الخطورة المساعدة على حدوث النوع الاول من مرض السكري

كتب بواسطة Maroc Diabète

في مقال سابق قلنا أن النوع الاول من مرض السكري يبدأ الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا بيتا البنكرياسية ، ومن ثم جاء اعتبار تلك الحالة من حالات المناعة الذاتية . ولكن ما هي أسباب ذلك ؟ في هذا المقال سنتطرق بالتفصيل لكل العوامل المساعدة على ضهور السكري النوع الاول.

التاريخ العائلي والعوامل الوراثية

إذا تواجـد مرض السكري النوع الاول لدى عائلتك -الوالدان ، الأخوة ، أو الجـدود- إذاً ، فأنت أكثر عرضة من غيرك لأن تصاب به .

إذا عانى أحد الوالدين من النوع الاول فلديك احتمال 5-10 % لأن تصاب بهذا النوع ، أما إذا أصاب المرض كلا الوالدين فإن النسبة ترتفع إلى 20 ٪ . ولكن 85 % من مرضى السكري النوع الاول ليس لديـهـم تـاريخ عائلي معـروف للمرض . ولا يوجد جين بعينه ( والجـيـن هـو وحـدة وراثية ) مسئول عن الإصابة بمرض السكر ، ولكن يبدو أن عدة جينات قد تزيد قابلية إصابة الفرد بذلك المرض .

وهناك عـدد أو مجموعة من الجينات ( المورثات ) تساعد الجهاز المناعي في التعرف على ما هو ذاتي ( داخلي ) وما هو غير ذاتـي ( خارجي ) وذلك أمـر هـام خاصة فيما يتعلق بالنوع 1 ، حيث يقوم الجهاز المناعي وبصورة خاطئة بتدمير خلايا بيتا البنكرياسية ، وذلك لتعرفه عليها كجسم غريب . والبعض قد يرث بعض الجينات المناعية كالجينات المسئولة عن أنتيجينات خلايا الدم الأنتيجينات هي مولدات للأجسام المضادة ) ، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر . ويمتلك 95 % من مرضى السكر نوع 1 نوعاً معيناً من تلك الأنتيجينات يدعى ” شكل DR3 ” أو نوعاً آخر يد يدعى ” شكل DR4 ” أو كليهما .

وجدير بالذكر أن 45 % من الأشخاص غير المصابين بمرض السكر لديهم أيضاً أنتيجينات من شكل ” DR3 ” أو ” DR4 ” . ويتضح من ذلك عدم وجود علاقة واضحة بين وجود هذه الأنواع الجينية وبين الإصابة بمرض السكر مـن نـوع 1 . والأدهى أن العلماء قد اكتشفوا المزيد من مجموعات الجينات التي تزيد من فرصة الإصابة بمرض السكر ومضاعفاته . وبإيجاز ، فإن أكثر الناس عرضة للإصابة بالمرض هم من كانت لديهم تلك الصفة الجينية الخاصة ومع وجود التاريخ العائلي للإصابة بمرض السكـر نـوع 1. وبذلك فإذا توفر ذلك التاريخ العائلي فبالإمكان فحص الجينات وبمعرفة النتيجة قد نعلم مدى احتمال إصابة فرد ما بمرض السكر .

الأصول العرقية

ينتشر مرض السكر نوع 1 بين القوقازيين ولاسيما بين شعوب الشمال الأوروبي ، وتحتل اسكندنافيا المرتبة الأولى في معدل الإصابة بمرض السكر نوع 1 عالمياً. وسبب ذلك التوزيع غير معروف ، ولكننا نعلم أن النوع 1 هـو أكثر انتشارا في الأجواء الباردة ( في الولايات المتحدة وغيرها ، كما أنه يزداد حدوثا في فصل الشتاء عنه في فصل الصيف وهو أكثر ندرة في معظم شعوب آسيا وإفريقيا وسكان أمريكا الأصليين ( على النقيض من النوع ٢ ) .

العمر

يصيب النوع 1 عادة من هم تحت الثلاثين من العمر إلا أنه قد يصيب من هـم أكـبر عـمـراً من ذلك ( أربعين فأكثر ) واحتمال الإصابة أعلى ما يكون في سن 11-14 عاماً ويقل ذلك الاحتمال بعد البلوغ . وفي سن 50 عاماً فأكثر فإن احتمال حدوثه ينخفض إلى 1 % .

الوزن

لا تسبب زيادة الوزن الإصابة بالنوع 1 من مرض السكر ولا تصاحبه بل إن فقدان الوزن هو أحد أهم أعراضه ، حيث يقوم الجسم بحرق الدهون للحصول على الطاقة إذ لا تستطيع خلايا الجسم الحصول عليها من السكر بسبب نقص الأنسولين .

الفيروسات وأسباب أخرى

تفترض بعض النظريات أن الاستجابة المناعية الذاتية التي تدمر خلايا بيتا البنكرياسية ناتجة عن التعرض لعوامل مرضية ، وتشير تلك النظريات إلى أن العدوى الفيروسية قد تسبب أمراضاً مناعية ذاتية مثل مرض السكر نوع 1 فكثير ممن أصيبوا به قد تعرضوا لعدوى فيروسية سابقة ، كما لوحظ ازدياد معدل الإصابة بذلك النوع من مرض السكر ، إثر أوبئة فيروسية ، وقد يفسر هذا انتشاره في الأجـواء الباردة ، حيث تزداد معدلات الإصابة بالأمراض الفيروسية .

ومن الفيروسات المرتبطة بالنوع 1 من مرض السكر ، تلك العائلة الفيروسية المسماة ” كوكساكي ” وتلك الفيروسات المسببة لالتهاب الغدد النكفية ( أو اللكيم ) والحصبة الألمانية ، ورغم ذلك فإن دورها في إحداث المرض يشوبه بعض الغموض . ولربما يخلط الجهـاز المناعي بين تلك الفيروسات وبين بروتين تنتجه خلايا بيتا وهـو إنزيم يدعى ” ديكاربوكسيلاز حمض الجلوتاميك ” GAD . أو لعـل هـذه الفيروسـات تحـدث تغيراً في التركيب الجزيئي لبعض الخلايا البنكرياسية فتجعلها تبدو كأجسام غريبة أمام الجهاز المناعي . هناك عوامل أخرى خارجية يعتقد العلماء كونها من مسببات مرض السكر نوع 1 ومنها :

حليب الأبقار . لا يستطيع الجهاز المناعي لدى الأطفال الرضع تحت الثلاثة أشهر أن يمتص كل البروتينات التي يحتويها الحليب البقري . وخارج الجهاز الهضمي فإن هذه البروتينات تحفز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة . وقد دلت إحدى الدراسات أن الأطفال المصابين بمرض السكر نوع 1 لديهم معدلات أعلى من الأجسام المضادة لنوع معين من بروتينات الحليب البقري . وإذا أصيب أحدهم بعدوى ، فقـد تنشـط تلـك الأجسام المضادة لتدمر خلايـا بيـتا البنكرياسية . وهذا وغيره يظهر أهمية الرضاعة الطبيعية ( من لبن الأم ) وضرورة عدم إرضاع الطفـل -خاصـة في الشهور الأولى من حياته- بألبان صناعية غريبة عنه .

الشوارد الخالية مسـن الأكسجين يطلق هذا المصطلح على تلك الجزيئات المدمرة الناتجة عن كثير من التفاعلات الكيميائية الحيوية . تملك هذه الشوارد القدرة على تدمير أو تغيير الخلايا السليمة والحمض النووي DNA ، وقد تلعب دورا في التحولات الجينية والسرطان والاضطرابات المناعية الذاتية وفي الشيخوخة أيضا . ويولـد الجسم إنزيمات دفاعية لمجابهة تلك الشوارد وتعطيلها . كما يرى الباحثون أن المكملات الغذائية المحتوية على مضادات التأكسد -كالبيتاكاروتين ، فيتامين ج ، وفيتامين هـ- قد تساعد الجسم في التخلص من هذه الشوارد . ولكن ضغوطاً يتعرض لها الجسم كالتدخين ، الأطعمة الدهنية ، والملوثات أو السموم البيئية تثبط من مقاومة الجسم لتلك الشوارد . وتحتوي خلايا بيتا البنكرياسية المنتجة للأنسولين على القليل من الإنزيمات الدفاعية ، وإذا تعرض الجسم للضغوط سابقة الذكر ، فإنهـا تقلـل تلك الإنزيمات الدفاعية بالبنكرياس ، وبذلك فقد تجد تلك الشوارد الحرة المجال مفتوحاً أمامها محدثة تأثيراً ضاراً ومسببة لمرض السكر من نوع 1.

عقاقير وكيميائيات معينة ، مثل ” بيريمينيال ” ( فاكور ) ، وهو نوع من سم الفئران ، ” بنتاميدين ” ويستخدم لعلاج الالتهاب الرئوي ، و ” وإل- أسباراجيناز ” و ” ستربتوزوتوسين ” ويستخدمان لعلاج السرطان .

عن الكاتب

Maroc Diabète

4 Comments

اترك تعليقا