السكري النوع الثاني

عوامل الخطورة المساعدة على حدوث النوع الثاني من السكري

كتب بواسطة Maroc Diabète

ينتج البنكرياس الأنسولين في النوع الثاني من مرض السكر وتكمن المشكلة في عدم قدرة الجسم على استخدامه . وهذا ما يعرف بمقاومة الأنسولين ، وفيما يلي بعض مما قد يجعل أشخاصاً ما معرضين لحدوث هذه المقاومة وبالتالي حدوث نوع من مرض السكري : 

التاريخ الأسري والعوامل الوراثي

تلعب الوراثة دورا في النوع الثاني أكبر من ذلك الذي تلعبه في النوع الاول وذلك حسب تقرير الجمعية الأمريكية لمرض السكري . وتشير دراسات تم إجراؤها على توائم إلى أنه إذا أصيب أحدهما بمرض السكـري النـوع الاول فإن احتمال إصابة الآخر يبلغ من 25 إلى 50 % ، أما إذا كانت الإصابة بالنوع الثاني فإن احتمال إصابة الآخر يرتفع إلى 60 – 75 % . وإذا كان أحد والديك مصاباً بالنوع الثاني من مرض السكري فأنت عرضة لأن تصاب به بنسبة 25 – 30 ٪ ، ترتفع إلى 50 – % 75 إذا كان كلاهما مصاباً بالمرض .

وكما في النوع الاول من مرض السكري ، فقد فشل الباحثون في التوصل إلى جين معين قد يسبب النوع الثاني من مرض السكري ورغم ذلك ، تشير بعض الأبحاث إلى وجود خطأ جيني قد يكون له دور في الإصابة بالمرض ، فبعض الأشخاص ينتجون كميات كبيرة مـن أحـد البروتينات والذي يدعى ( 1 – PC ) ، ذلك البروتين قد يقلـل مـن استجابة مستقبلات الأنسولين محدثـاً مـا يعـرف ” بمقاومة الأنسولين ” سابقة الذكر .

و كثير من مرضى السكر النوع الثاني لديهم من هذا البروتين ما يفـوق بكثير مالدى أي فـرد عـادى . وكما أن الجذور الوراثية للبدانة أصبحت أكثر وضوحاً الآن ، فقد يظهـر فيما بعد أن جينات البدانة مرتبطة بحدوث النوع مـن مـرض السكري . فالفئران التي خضعت للهندسة الوراثية كي تصبح بدينة ، صارت أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري .

الأصول العرقية

هناك علاقة واضحة بين الأصـول العرقية والنوع الثاني من مرض السكري ، مؤكدة بذلك كونه وراثياً . فنسبته ترتفع بين الأمريكيين اللاتينيين وذوى الأصول الإفريقية والآسيوية ، كما ترتفع بين سكان أمريكا الأصليين ، أكثر من ذوي الأصول القوقازية ، فهي أعـلى بـ 60 % لدى الأمريكيين ذوى الأصول الإفريقية ، 110 – ٪ 120 لدى اللاتينيين ، أما الأمريكيين الأصليين فلديهم أعلى نسبة إصابة في العالم ، حيث تبلغ 50 % لدى البالغين من بعض الجماعات – مثل الـ ” بيماس ” . وقد يفسر ذلك تعرضهم للحضارة الأمريكية الحديثة وما نشأ عنه من تحول في نظمهم الغذائية والذي شكل ضغطاً على نظمهم الإيضية . وفي الوقت ذاتـه فـإن الأمريكيين اللاتينيين والذين يتشابهون جينياً ( كاللاتينيين المكسكيين ) مع الأمريكيين الأصليين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من أقرانهم المختلفين جينيا ( كاللاتينيين الكوبيين ) .

عمر الانسان وعلاقته بمرض السكري النوع الثاني

لدينا سبب آخر كي نخشى تقدم العمر ، ففرصتنا في الإصابة بمرض السكري تزداد مع التقدم في العمر ، حيث أن نصف حالات مرض السكري النوع الثاني تظهر في عمر يجاوز الخمسين ، والباقي في الأربعين من العمر أو أكثر . ورغم ذلك فقد يصيب المرض من هم أصغر سناً من البالغين ، كما أن 11 % من الأمريكيين فوق الستين من العمر هم مصابون بالنوع الثاني من مرض السكري .

وكلما ازدادت الخلايا عمراً ، ازدادت مقاومتها للأنسولين ، وعند سن الخمسين توجد أعداد أكبر من الناس ممن تكون لديهم مستويات مرتفعة من سكر الدم ، كما يبدو أن الانخفاض في الكتلة العضلية لدى كبار السن مقارنة بزيادة الكتلة الدهنية يؤثر على أيض سكر الدم .

الجنس

ينتشـر الـنوع الثاني مـن مـرض السكري بين النساء أكـثـر مـنـه بين الرجال . وربما يرجع ذلك إلى النساء فقط هن من يتعرضن لسكر الحمل والذي قد يؤدى فيما بعد إلى الإصابة بالنوع الثاني مرض السكر في 40 % من حالات سكر الحمل .

الوزن

وعلاقته وطيدة بالنوع الثاني من مرض السكري ، فحوالي 80 ٪ من المصابين بمرض السكري يعانون من زيادة في الوزن . ولا يعني ذلك أن كل من يعانون السمنة هم مرضى بالسكر . وإذا كنت من أصحاب التاريخ الأسري في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ، فبلا شك أن كونك مصاباً بالسمنة سيكون عاملاً شديد التأثير في إصابتك بمرض السكري . وليس من الضرورة أن تكون شديد البدانة كي تصاب بالسكر فالكاتبة ( ديبورة تشيس ) كانت تُعنى باختيار الطعام وكانت تعاني من 15 رطلاً فقط زيادة بالوزن ، وحيث إن والديها وجديها واثنين من عماتها كانوا مصابين بالسكر النوع الثاني ، فقد أصيبت به ديبوره في منتصف الأربعينات من عمرها .

ديبوره تشيس تحكي قصة مرضها الذي لم يشخص ، مجلة ” Ladies ‘ Home Journal ” ، نوفمبر 1997 ) .

تؤثر زيادة الوزن بالسلب على استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين ، فالجسد العضلي أكثر قدرة على الاستفادة من الجسد الدهني ، ويكمن جزء من المشكلة في حاجة الجسم الأكثر ضخامة لكميات كبيرة من الأنسولين قد يعجز البنكرياس عن إنتاجها . وتراكم الدهون قد يؤدى إلى مقاومة الجسم للأنسولين ، حتى في وجود كميات مناسبة من الأنسولين والتي تقوم خلايا بيتا البنكرياسية ( التي توجد بأعداد طبيعية ) بإنتاجها . وعلى العكس فالبنيان العضلي والبنيان النحيف أكثر قدرة على التعامل مع والاستفادة من هرمون الأنسولين .

وعندما تتوافر العوامل المساعدة على حدوث مرض السكري من النوع الثاني ، فإن توزيع الدهون في الجسم قد يكون مؤشراً لزيادة احتمال إصابتك بذلك المرض ، فإذا كنت ممن تتراكم لديهم الدهون في منطقة الخصر ( وسط الجسم ) فأنت عرضة للإصابة أكثر بذلك النوع من مرض السكري .

وقد يفسر هذا جزئيا ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري بين الأمريكيين ذوى الأصول الإفريقية والذين تتراكم لديهم الدهون في تلك المنطقة أكثر مما يحدث في غيرهم ذوى الأصول القوقازية .

ولا عجب في أن هذا المرض قد ازداد بشكل كبير على مدى الخمسين عاماً الماضية وذلك لازدياد متوسط العمر وانتشار السمنة وضعف التكوين العضلي – نتيجة لحياة الدعة التي نعيشها اليوم – عزيزي … احذر نوع الثاني من مرض السكري .

عن الكاتب

Maroc Diabète

2 Comments

اترك تعليقا