ارتفاع سكر الدم –بأعراض أو بدون- يضر الجسد . وإن من الصحة أن يدخل سكر دمك خلاياك فتتغذى . والسكر هو المحصلة النهائية لهضم الكربوهيدرات . وما يحدث أثناء الهضم أن ينحل الطعام إلى مواد أولية بسيطة يمتصها الدم . فالدهون تنحل إلى أحماض دهنية والبروتينات إلى أحماض أمينية ( تستخدم في بناء وتجديد الأنسجة ) والكربوهيدرات إلى جلوكوز . كل هذه المواد الأولية –من أحماض أمينية ودهنية وجلوكوز- يمكن أن تستغل كمصادر للطاقة ولكـن الجسم يستخدم الجلوكوز في المقام للأول لسهولة أيضـه.

بعد تمام الهضم يعبر الجلوكوز من خلال جدار الأمعاء إلى مجرى الدم ومنه إلى كافة أجزاء الجسم . ومرة أخرى ، نؤكد أنه من غير الطبيعي أن يظل الجلوكوز في الدم بكمية كبيرة ودون هدف . هذا ما يحدث للأسف لمرضى السكري ، حيث تعجز خـلايـاهم عـن امتصاص الجلوكوز مما يؤدي إلى تراكمه في الدم وبلا جدوى . ولك أن تتخيل نفسك ممسكاً بفوهة أنبوب تزويد السيارات بالوقود على بعد ثلاثة أقدام من فتحة خزان الوقود ، وبهـذا يندفع الوقود في الأنبوب بوفرة ( وهـذا يشبه دخـول الجلوكوز إلى مجرى الدم ) ، ولكنه في هذه الحالة لا يصل أبداً إلى المحرك ( أي الخلايا ) التي تحتاجه الطاقة . في الأحوال الطبيعية يعمل الجسم ، وبتناغم شديد ، على تنظيم انتقال الجلوكـوز مـن الـدم إلى خلايا الجسم .

في غير المصابين بالسكري ، عادة مـا يكـون سكر الدم ثابت المستوى في أغلب أوقات اليوم ، هذا المستوى يتراوح ما بين 60 و 120 مليجرام ( مجم ) / ديسيلتر ( دل ) حيث 60 هو الحد الأدنى وذلك قبل تناول الطعام ، و 120 هـو الحد الأعلى بعد تناول الطعام . وبالنسبة لمرضى السكري -الذين لا يتلقون علاجاً أو الذين لا يعالجون بجدية- فمتوسط مستوى سكر الدم لديهم أعلى بكثير من الطبيعي ، كما أن هذه المستويات شديدة التذبذب علـوا وهبوطاً.